بدأت الزيارة الميدانية بزيارة إلى السوق المركزي في عمان، حيث لاحظنا الجهود الحازمة للتقدم في سلسلة القيمة الزراعية في الأردن. ومن خلال الدعم المقدم من الصندوق الائتماني متعدد المانحين، فقد قام البنك الدولي وووحدة دعم تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بدعم السوق المركزي من خلال إجراء تحليل أولي وتحديد الجهات ذات العلاقة لتقييم الوضع الحالي للسوق، وقدم هذا التحليل رؤى حاسمة حول التطلعات المستقبلية وفرص النمو.
وبالنظر إلى المستقبل، فإننا نركز على تحديث ورفع مستوى الخدمات الزراعية، ومواصلة مشاركة الجهات ذات العلاقة. ويضمن هذا النهج التعاوني، الذي يضم وزارة الزراعة وأمانة عمان الكبرى وغيرهما من الجهات الرئيسية، أن تكون إصلاحاتنا شاملة ومرنة ومستدامة.
خلال الزيارة، أفادت د. مرفت مهيرات، أول امرأة تشغل منصب نائب مدير المدينة لشؤون الصحة والزراعة في السوق المركزي: "هذه المرة الأولى منذ تأسيس السوق في عام 1996 نتلقى دعمًا فعليًا لتطويره. نحن نسعى للعمل خارج الممارسات التقليدية، والشراكة مع القطاع الخاص، وتعزيز الخدمات بشكل يليق بالمواطنين والمزارعين والتجار. حيث أننا نهدف إلى تحسين الجوانب الاقتصادية والبيئية والصحية، مع التحسينات اللازمة في التنظيم العام والتعبئة وتوفير البيانات والتحقق منه."

تمكين الحياة من خلال الصندوق المعونة الوطنية
بعد زيارة السوق المركزي، توجهنا إلى صندوق المعونة الوطنية لمشاهدة التأثير التحويلي لبرنامج الدعم النقدي الموحد في الأردن ومقابلة عدد من المنتفعين والاطلاع على الخدمات بشكل عام.
منذ عام 2018، كان دعم الصندوق الائتماتي محوريًا في توسيع وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي في الأردن. حيث قام برنامج الدعم النقدي الموحد، والذي يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتحديث عملياته ورقمنتها، مما يضمن الشفافية والكفاءة.
وفقًا لتحليل البنك الدولي، فإن برنامج الدعم النقدي الموحد في الأردن، والمدعوم من الصندوق الائتماني، يتمتع بأعلى تأثير توزيعي في ميزانية الحكومة، مما يقلل بشكل كبير من عدم المساواة والفقر.
خلال فترة جائحة كورونا (كوفيد-19)، ظهر برنامج صندوق المعونة الوطني كشريان للحياة، حيث قدم تحويلات نقدية طارئة لأكثر من 397,000 أسرة، مما يثبت أنه نظام حيوي لأولئك الذين تضرروا بشدة من التداعيات الاقتصادية.
مع التركيز على التوزيع العادل، يضمن برنامج الدعم النقدي الموحد للأسر بالتسجيل للحصول على المساعدة إما شخصيًا أو أونلاين. كما أنه يقدم طرق الدفع الرقمية للمنتفعين إما من خلال البنوك أو المحافظ الإلكترونية، وأثر هذا إيجابيًا ليس فقط على الفئات الأكثر حاجة ولكن على جميع الأردنيين.
وأشارت مديرة صندوق المعونة الوطنية، ختام الشنيكات، خلال الزيارة: "نتيجة لتنفيذ برنامج الدعم النقدي الموحد في صندوق المعونة الوطنية، تمكنا من تطوير وتحسين برامج الحماية الاجتماعية وذلك من خلال توسيع نطاق وصولنا إلى أكبر عدد ممكن من الأسر الأشد فقرًا. بالإضافة إلى تطوير معادلة الاستهداف، والسجل الوطني الموحد، والدفع الرقمي. علاوة على ذلك، فإننا نوسع دعمنا ليس فقط لتقديم المعونات، ولكن أيضًا لتمكين المنتفعين اقتصاديًا لبناء سبل عيش مستدامة."
ولا يمكن للإصلاحات الاقتصادية أن تنجح حقا دون تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي في أي مجتمع. ونحن نخطو معا خطوات واسعة نحو مستقبل أكثر شمولا ومرونة للأردن.

تمهيد الطريق للتنمية المستدامة
وتؤكد هذه الزيارات الميدانية التزام الأردن بالتنمية الزراعية المستدامة والمزدهرة. من خلال تمكين الحياة وتحويل الزراعة، حيث يخطو الأردن خطوات كبيرة نحو تحقيق أهدافه الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ومن خلال التعاون المستمر والاستثمار في الحلول المبتكرة، يستعد الأردن لبناء مستقبل أكثر شمولاً ومرونة واستدامة للأجيال القادمة.